ما جاء عن الخمول فى كتاب ابن ابى الدنيا وسوف اقوم بتنزل الكتاب كاملا ولكن على اجزاء حتى لا اطيل عليكم
باب ما جاء في الخمول
[ 1 ] حدثنا إسحاق بن إسماعيل حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من أمتي من لو أتى باب أحدكم فسأله دينارا لم يعطه إياه ولو سأله درهما لم يعطه إياه ولو سأل الله تبارك وتعالى الجنة أعطاها إياه ولو سأله الدنيا لم يعطها إياه وما منعها إياه لهوانه عليه ذو طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله عز وجل لأبره
[ 2 ] حدثنا محمد بن عبد الوهاب حدثنا يعقوب القمي عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من الأنصار فلما دنا من منزله سمعه يتكلم في الداخل فلما دخل عليه لم ير أحدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعتك تكلم غيرك قال يا رسول الله لقد دخلت الداخل اغتماما بكلام الناس مما بي من الحمى فدخل علي رجل ما رأيت رجلا قط بعدك أكرم مجلسا ولا أحسن حديثا منه قال ذاك جبريل وإن منكم رجالا لو أن أحدكم أقسم على الله عز وجل لأبره
[ 3 ] حدثنا عبد الرحمن بن صالح حدثنا إسماعيل بن عياش عن محمد بن مهاجر الأنصاري عن العباس بن سالم اللخمي قال بعث عمر بن عبد العزيز إلى أبي سلام الحبشي فحمل على البريد فلما قدم عليه قال لقد شق علي أو قال لقد شققت علي رجلي فقال له عمر ما أردنا ذلك ولكنه بلغني عنك حديث ثوبان في الحوض فأحببت أن أشافهك به فقال سمعت ثوبان يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن حوضي من عدن إلى عمان البلقاء ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وأكوابه عدد نجوم السماء من شرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبدا أول الناس ورودا عليه فقراء المهاجرين فقال عمر بن الخطاب من هم يا رسول الله قال هم الشعث رؤوسا الدنس ثيابا الذين لا ينكحون المتنعمات ولا تفتح لهم أبواب السدد فقال عمر بن عبد العزيز لقد فتحت لي السدد ونكحت المتنعمات لا جرم لا أدهن رأسي حتى يشعث ولا أغسل ثوبي الذي يلي بدني حتى يتسخ
[ 4 ] حدثنا إسحاق بن إسماعيل حدثنا سفيان عن محمد بن سوقة قال حاصر المسلمون حصنا من الحصون فبينما هم كذلك إذ أبصروا رجلا فقال بعض لبعض أي فلان كأن هذا صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أشعث ذو طمرين فقالوا لبعضهم كلمه فكلمه يسأل الله عز وجل يفتحها فسأله ففتحها
[ 5 ] حدثني عمر بن شبة عن بن عائشة قال قال عبد الله بن المبارك
ألا رب ذي طمرين في منزل غدا
زرابيه مبثوثة ونمارقه
قد أطردت أنهاره حول قصره
وأشرق والتفت عليه حدائقه
[ 6 ] وحدثني الحسين بن عبد الرحمن حدثني محمد بن سويد قال قحط أهل المدينة وكان بها رجل صالح لازم لمسجد النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينما هم في دعائهم إذ جاء رجل عليه طمران خلقان فصلى ركعتين وأوجز فيهما ثم بسط يديه فقال يا رب أقسمت عليك إلا أمطرت علينا الساعة فلم يرد يديه ولم يقطع دعاءه حتى تغشت السماء بالغيم وأمطروا حتى صاح أهل المدينة من مخافة الغرق فقال يا رب إن كنت تعلم أنهم قد اكتفوا فارفع عنهم فسكن وتبع الرجل صاحب المطر حتى عرف منزله ثم بكر عليه فخرج إليه فقال إني أتيتك في حاجة قال وما هي قال تخصني بدعوة قال سبحان الله أنت أنت وتسألني أخصك بدعوة قال ما الذي بلغك قال ما رأيت قال ورأيتني قال نعم قال أطعت الله فيما أمرني ونهاني فسألته فأعطاني
[ 7 ] حدثني نصر بن علي الجهضمي حدثنا الأصمعي عن أبي مودود عن محمد بن المنكدر قال كنت في المسجد فإذا أنا برجل عند المنبر يدعو بالمطر فجاء المطر بصوت ورعد فقال يا رب ليس هكذا قال فمطرت فتبعته حتى تدخل دار حزم أو آل عمر فعرفت مكانه فجئت من الغد فعرضت عليه شيئا فأبى وقال لا حاجة لي بهذا فقلت فحج معي فقال هذا شيء لك فيه أجر فأكره أن أنفس عليك وأما شيء آخذه فلا
[ 8 ] حدثنا أبو بكر بن سهل التميمي حدثنا بن أبي مريم حدثنا نافع بن يزيد عن عياش بن عباس عن عيسى بن عبد الرحمن عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر أنه دخل المسجد فإذا هو بمعاذ بن جبل يبكي عند قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما يبكيك يا معاذ قال حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اليسير من الرياء شرك وإن الله يحب الأتقياء الأخفياء الأبرار الذين إذا غابوا لم يفقدوا وإذا حضروا لم يعرفوا قلوبهم مصابيح الهدى ينجون من كل غبراء مظلمة
[ 9 ] حدثنا خلف بن هشام البزار حدثنا أبو شهاب بن الحناط عن سفيان عن رجل عن بن منبه قال لما بعث الله تبارك وتعالى موسى وهارون إلى فرعون قال لا يرعكما لباسه الذي لبس من الدنيا فإن ناصيته بيدي ليس ينطق ولا يطرف ولا يتنفس إلا بإذني ولا يعجبكما ما متع به منها فإنما هي زهرة الحياة الدنيا وزينة المترفين ولو شئت أن أزينكما بزينة من الدنيا يعرف فرعون حين يراها أن مقدرته تعجز عما أوتيتما لفعلت ولكني أرغب بكما عن ذلك فأزوي ذلك عنكما وكذلك أفعل بأوليائي وقديما ما خرت لهم في أمور الدنيا إني لأذودهم عن نعيمها كما يذود الراعي الشفيق غنمه عن موارد الهلكة وإني لأجنبهم سلوتها كما يجنب الراعي الشفيق إبله عن مبارك العرة وما ذاك لهوانهم علي ولكن ليستكملوا نصيبهم من كرامتي سالما موفورا لم يكمله الطمع ولم تنتقصه الدنيا بغرورها إنما يتزين لي أوليائي بالذل والخشوع والخوف والتقوى تثبت في قلوبهم فتظهر على أجسادهم فهي ثيابهم التي يلبسون ودثارهم الذي يظهرون وضميرهم الذي يستشعرون ونجاتهم التي بها يفوزون ورجاؤهم الذي إياه يؤملون ومجدهم الذي به يفخرون وسيماهم التي بها يعرفون فإذا لقيتهم فأخفض لهم جناحك وذلل لهم قلبك ولسانك واعلم أنه من أخاف لي وليا فقد بارزني بالمحاربة ثم أنا الثائر له يوم القيامة
[ 10 ] حدثنا روح بن حاتم حدثني يحيى بن أبي بكير عن شريك عن ليث عن الحكم عن أبي البختري عن علي قال طوبى لكل عبد نومة عرف الناس ولم يعرفه الناس وعرفه الله منه برضوان أولئك مصابيح الدجى تجلى عنهم كل فتنة مظلمة أولئك ليسوا بالمذاييع البذر ولا الجفاة المرائين قال سمعت بن الأعرابي يقول النومة الذي لا يدخل مع الناس فيما هم فيه
- المرفقات
- اسعدنا انضمامك.jpg
- اسعدنا انضمامك الينا
- (13 Ko) عدد مرات التنزيل 76