باب ما جاء في الشهرة
[ 30 ] حدثني أحمد بن عيسى المصري حدثنا عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث وابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن سنان بن سعد عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال حسب امرئ من الشر إلا من عصمه الله عز وجل أن يشير الناس إليه بالأصابع في دينه ودنياه
[ 31 ] حدثنا إسحاق بن البهلول التنوخي حدثنا بن أبي فديك حدثنا محمد بن سليمان الأخنسي عن عبد الواحد بن أبي كثير عن جابر بن عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بحسب المرء من الشر إلا من عصم الله عز وجل أن يشير إليه بالأصابع في دينه ودنياه إن الله لا ينظر إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم
[ 32 ] حدثنا علي بن الجعد أخبرنا المبارك بن فضالة عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حسب المرء من الشر أن يشار إليه بالأصابع في دينه ودنياه
[ 33 ] حدثني أبو النضر المؤدب حدثنا داود بن المحبر عن مبارك بن فضاله قلنا للحسن يا أبا سعيد إن الناس إذا رأوك أشاروا إليك بالأصابع قال إنه لم يعن بهذا هذا إنما عني به به المبتدع في دينه والفاسق في دنياه
[ 34 ] حدثني أبي حدثنا إبراهيم بن هراسة عن القراة عن شيخ من أحنف قال سمعت عليا يقول تبذل لا تشهر ولا ترفع شخصك لتذكر وتعلم أكتم واصمت تسلم تسر الأبرار وتغيظ الفجار
[ 35 ] حدثني أحمد بن إبراهيم حدثنا أحمد بن كردوس حدثنا مخلد بن الحسين عن أبي بكر بن الفضل قال سمعت أيوب يقول ما صدق الله عبد إلا سره أن لا يشعر بمكانه
[ 36 ] وبه حدثنا الحسن بن الربيع حدثني سعيد بن عبد الغفار قال كنت أنا ومحمد بن يوسف الأصبهاني فجاء كتاب محمد بن العلاء بن المسيب من البصرة إلى محمد بن يوسف فقرأه فقال لي محمد بن يوسف ألا ترى إلى ما كتب به محمد بن العلاء وإذا فيه يا أخي من أحب الله أحب أن لا يعرفه الناس
[ 37 ] حدثني أبو بكر الشيباني قال سمعت سفيان بن عيينة يقول قال لي بشر بن منصور أقل من معرفة الناس فإنه أقل لفضيحتك في القيامة
[ 38 ] حدثني محمد بن الجير حدثني عبد الوهاب بن عطاء عن سعيد عن قتادة قال لم يخز أحد يومئذ فيخفى خزيه على أحد
[ 39 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا سفيان قال رأيت الثوري في النوم فقلت له أوصني فقال أقل من معرفة الناس
[ 40 ] حدثنا إسحاق بن إسماعيل حدثنا جرير عن مغيرة قال قال سماك بن سلمة يا قلب إياك وكثرة الأخلاء
[ 41 ] حدثنا محمد بن علي بن الحسن حدثنا إبراهيم بن الأشعث حدثني شيخ من النخع عن أشياخ له من أصحاب عبد الله بن مسعود كفى به دليلا على امتحان دين الرجل كثرة صديقه
[ 42 ] حدثني سلمة حدثنا سهل بن عاصم حدثنا قبيصة قال سمعت سفيان يقول كثرة الإخوان من سخافة الدين
[ 43 ] حدثني سلمة حدثني سهل قال سمعت سالم بن ميمون سمعت عثمان بن زائدة يقول كان يقال إذا رأيت الرجل كثير الأخلاء فاعلم أنه مخلط
[ 44 ] وبه حدثني علي بن معبد حدثني فضالة بن صيفي قال كتب أبان بن عثمان إلى بعض إخوانه إن أحببت أن يسلم لك دينك فاقل من المعارف
[ 45 ] حدثني عبد الله بن أحمد الخزاعي قال سمعت أبي قال سمعت الحسن بن رشيد يقول سمعت الثوري يقول يا حسن لا تعرفن الى من لا يعرفك وأنكر معرفة من يعرفك
[ 46 ] حدثنا محمد بن عبد المجيد التميمي حدثنا إسماعيل بن عياش عن يحيى بن سعيد عن خالد بن معدان أنه كان إذا كثرت حلقته قام مخافة الشهرة
[ 47 ] حدثنا إسحاق بن إسماعيل حدثنا جرير عن ليث عن أبي العالية أنه كان إذا جلس إليه أكثر من ثلاثة قام
[ 48 ] حدثنا هاشم بن الوليد حدثنا أبو بكر بن عياش قال سألت الأعمش كم رأيت أكثر ما رأيت عند إبراهيم قال أربعة خمسة
[ 49 ] وبه حدثنا أبو بكر قال ما رأيت عند حبيب بن أبي ثابت غلمة ثلاثة قط
[ 50 ] حدثنا علي بن الجعد حدثنا شعبة عن عوف عن أبي رجاء قال رأى طلحة قوما يمشون معه أكثر من عشرة فقال ذبان طمع وفراش النار
[ 51 ] حدثنا إبراهيم بن زياد سبلان وأبو مسلم قالا حدثنا عبد الله بن إدريس عن هارون بن عنترة عن سليم بن حنظلة قال بينا نحن حول أبي بن كعب نمشي خلفه إذ رآه عمر فعلاه بالدرة فقال انظر يا أمير المؤمنين ما تصنع فقال إن هذا ذلة للتابع وفتنة للمتبوع
[ 52 ] وبه حدثنا حماد بن زيد عن عون عن الحسن قال خرج بن مسعود ذات يوم من منزله فاتبعه الناس فالتفت إليهم فقال علام تتبعوني والله لو تعلمون ما أغلق عليه بابي ما اتبعني منكم رجلان
[ 53 ] وبه عن يزيد بن حازم قال سمعت الحسن يقول إن خفق النعل خلف الرجل قل ما يلبث قلوب الحمقى
[ 54 ] حدثنا أبو عدنان المقري حدثنا يوسف بن عطية قال خرج الحسن ذات يوم فاتبعه قوم فالتفت إليهم فقال هل لكم من حاجة وإلا فما عسى أن يبقي هذا من قلب المؤمن
[ 55 ] حدثنا سبلان حدثنا ضمرة قال حدثني عمير بن عبد الملك الكناني أن رجلا صحب بن محيريز في سفر فلما أراد أن يفارقه قال أوصني قال إن استطعت أن لا تعرف ولا تعرف وتمشي ولا يمشي إليك وتسأل ولا تسأل فافعل
[ 56 ] حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا مؤمل بن إسماعيل حدثنا وهيب بن خالد حدثنا الجريري قال قال لي أيوب يا أبا مسعود إني أخاف ألا تكون المعرفة أبقت عند الله حسنة إني لأمر بالمجلس فأسلم عليهم وما أرى أن فيهم أحدا يعرفني فيردون علي ويسألوني مسألة كأن كلهم قد عرفوني
[ 57 ] حدثنا أحمد حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن حماد بن زيد قال أيوب إني لأمر بالمجلس فأسلم عليهم فيردون علي يعني في ردهم أنهم قد عرفوني فأي خير مع هذا
[ 58 ] حدثنا أحمد حدثنا أبو داود عن حماد بن زيد قال كنا إذا مررنا بالمجلس ومعنا أيوب فسلم ردوا ردا شديدا قال فكأن ذلك نقمة قال أبو داود كراهة الشهرة
[ 59 ] وبه حدثنا أحمد بن شجاع حدثنا النضر بن شميل عن رجل قد سماه قال خرج أيوب في سفر فتبعه ناس كثير فقال لولا أني أعلم أن الله عز وجل يعلم من قلبي أني لهذا كاره لخشيت المقت من الله عز وجل
[ 60 ] وبه حدثنا سليمان بن حرب عن حماد بن زيد قال دفع إلي أيوب ثوبا فقال اقطعه لي قميصا واجعل فم كمه شبرا واجعله يقع على ظهر القدم
[ 61 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق عن معمر قال عاتبت أيوب على طول قميصه فقال إن الشهرة فيما مضى كانت في طوله وهي اليوم في تشميره
[ 62 ] حدثنا محمد بن سلام الجمحي حدثنا عدي بن الفضل قال قال لي أيوب احذ نعلين على نحو حذو نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ففعلت فلبسها أياما ثم تركها فقلت له في ذلك فقال لم أر الناس يلبسونها
[ 63 ] حدثنا علي بن الجعد أخبرنا قيس بن الربيع عن منصور عن إبراهيم قال لا تلبس من الثياب ما يشتهرك الفقهاء ولا يزدريك السفهاء
[ 64 ] حدثنا الحكم بن موسى حدثنا غسان بن عبيد عن سفيان الثوري قال كانوا يكرهون الشهرتين الثياب الجياد التي يشتهر فيها ويرفع الناس إليه فيها أبصارهم والثياب الرديئة التي يحتقر فيها ويستذل دينه
[ 65 ] حدثنا خالد بن خداش حدثنا حماد بن زيد عن أبي خشينة صاحب الزيادي قال كنا مع أبي قلابة إذ دخل رجل عليه أكسية فقال إياكم وهذا الحمار النهاق
[ 66 ] حدثنا خلف بن هشام حدثنا حماد بن زيد عن رجل عن أبي بكر عن الحسن قال إن أقواما جعلوا الكبر في قلوبهم والتواضع في ثيابهم فصاحب الكساء بكسائه أعجب من صاحب المطرف بمطرفه ما لم تفاقروا
[ 67 ] حدثنا أبو إسحاق إسماعيل بن الحارث حدثنا محمد بن مقاتل حدثنا بن المبارك حدثنا أبو عوانة عن سليمان الشيباني حدثنا رجل قال رأى بن عمر على ابنه ثوبا قبيحا دونا فقال لا تلبس هذا فإن هذا ثوب شهرة
[ 68 ] حدثني هارون بن عبد الله حدثنا محمد بن يزيد بن خنيس قال قال رجل مررت ذات يوم بفضيل بن عياض وهو خلف سارية وحده وكان لي صديقا فجئته فسلمت عليه وجلست إليه فقال يا أخي ما أجلسك إلي فقلت وجدتك وحدك فاغتنمت وحدتك فقال أما إنك لو لم تجلس إلي لكان خيرا لك وخيرا لي فاختر إما أن أقوم عنك فهو والله خير لك وخير لي وإما أن تقوم عني فقلت بل أنا أقوم عنك فأوصني بوصية ينفعني الله عز وجل بها قال يا عبد الله أخف مكانك واحفظ لسانك واستغفر الله عز وجل لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات كما أمرك
[ 69 ] حدثنا الحسن بن عبيد قال قال رجل لبشر بن الحارث أوصني قال أخمل ذكرك وطيب مطعمك
[ 70 ] حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال كان حوشب يبكي ويقول بلغ اسمي مسجد الجامع
[ 71 ] وبلغني عن عبيد بن جناد عن عطاء بن مسلم أحسبه قال كنت وأبو إسحاق ذات ليلة عند سفيان وهو مضطجع فرفع رأسه إلي أبي إسحاق فقال إياك والشهرة قال وقال أبو مسهر بينك وبين أن تكون من الهالكين إلا أن تكون من المعروفين
[ 72 ] حدثني الحسن بن عبد الرحمن قال قال بشر بن الحارث رحمه الله لا أعلم رجلا أحب أن يعرف إلا ذهب دينه وافتضح قال وقال بشر بن الحارث لا يجد حلاوة الآخرة رجل يحب أن يعرفه الناس
[ 73 ] حدثني محمد بن الحسين حدثني الصلت بن حكيم حدثني عبد الله بن مرزوق قال استشرت سفيان الثوري فقلت أين تراني أنزل قال بمر الظهران حيث لا يعرفك إنسان